يأمركم بهذا هو الشيطان ، ويدعوكم إليه : (الشَّيْطانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشاءِ) [سورة البقرة آية ٢٦٨].
وكيف تعتذرون باتباعكم آباءكم؟ وهل آباؤكم حجة في التشريع؟ وهل عملوا بوحي من الله وإرشاد؟ أم كانت أعمالهم بوسوسة الشيطان وزخرفته؟!! أم أنتم تقولون على الله ما لا تعلمون؟
أما تشريع الله فلا يكون إلا بوحي منه إلى رسوله.
فإذا : هم فعلوا بوحي الشيطان فقط ، وافتروا الكذب على الله.
قل لهم : أمر ربي بالقسط والعدل وعدم تجاوز الحد. ومن هنا كان الإسلام وسطا بين الإفراط والتفريط : (إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسانِ وَإِيتاءِ ذِي الْقُرْبى وَيَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ) [سورة النحل آية ٩٠].
وأقيموا وجوهكم ، وأحسنوا وجهتكم : وأخلصوا عملكم لله عند كل مسجد تدخلونه للصلاة ، أو الذكر أو الطواف ؛ والمعنى : اجعلوا توجهكم وقصدكم لله فقط. وهذا يظهر في الوجه ، إذ هو المرآة التي تطل منها الروح ، وادعوه دعاء أو عبادة مخلصين له الدين.
واذكروا دائما أنكم كما بدأكم وخلقكم أول مرة ستعودون إليه يوم الجزاء والحساب وأنتم بين فريقين : فريق هداه الله ووفقه للعبادة والإخلاص ، وفريق حقت عليه كلمة العذاب ، لاتباعه الشيطان وتركه القرآن ، وكل فريق سيموت على ما عاش عليه ، وسيبعث على ما مات عليه.
ولا غرابة في ضلال الفريق الثاني ، لأنهم اتخذوا الشياطين قادة وأولياء من دون الله ، وهم الأخسرون أعمالا ، الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا.
ومن خطل الرأى وضعف العقل أن ينغمس الشخص في الضلال ، ثم لا يلبث بغروره وحماقته أن يدّعى أنه على حق وأنه في عداد المهديين.