جَمِيعاً قالَتْ أُخْراهُمْ لِأُولاهُمْ رَبَّنا هؤُلاءِ أَضَلُّونا فَآتِهِمْ عَذاباً ضِعْفاً مِنَ النَّارِ قالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلكِنْ لا تَعْلَمُونَ (٣٨) وَقالَتْ أُولاهُمْ لِأُخْراهُمْ فَما كانَ لَكُمْ عَلَيْنا مِنْ فَضْلٍ فَذُوقُوا الْعَذابَ بِما كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ (٣٩)
المفردات :
(ادَّارَكُوا) : تلاحقوا ، وادّارك بعضهم بعضا : اجتمعوا. (ضِعْفاً) : هو المثل الزائد على مثله مرة أو مرات.
المعنى :
لا أحد أظلم ممن افترى على الله كذبا ، واختلق زورا وبهتانا بأن حرم حلالا أو حلل حراما ، أو نسب إليه ولدا أو شريكا ، أو كذب بآياته ، واستكبر عنها واستهزأ بها ، أولئك ينالهم نصيبهم من الكتاب المكتوب ، والقدر المقدور في الرزق والعمر والمتاع والحظ في الدنيا ، حتى إذا جاءتهم ملائكة الموت متوفين لهم ، قابضين لأرواحهم. قالوا لهم تأنيبا وتوبيخا : أين ما كنتم تدعونهم من دون الله من الشركاء والشفعاء؟ قالوا : ضلوا عنا وغابوا ، ولا ندري مكانهم ، ولا نرى أثرهم ، فنحن لا نرجو منهم خيرا ولا نفعا ، وشهدوا على أنفسهم ، واعترفوا عليها بأنهم كانوا بعبادتهم ودعائهم لهم كافرين.
وهذا تحذير للكافرين الموجودين من عواقب الكفر والضلال.
ويقول الله ـ تعالى ـ يوم القيامة لأولئك الظالمين المكذبين بآيات الله وهم كفار العرب : ادخلوا مع أمم قد سبقتكم في الكفر وفي دخول النار ، وهم أولياؤكم من الجن والإنس.
كلما دخلت جماعة ورأت ما حل بها من الخزي والنكال لعنت أختها في الدين