وَاذْكُرُوا إِذْ كُنْتُمْ قَلِيلاً فَكَثَّرَكُمْ وَانْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ (٨٦) وَإِنْ كانَ طائِفَةٌ مِنْكُمْ آمَنُوا بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ وَطائِفَةٌ لَمْ يُؤْمِنُوا فَاصْبِرُوا حَتَّى يَحْكُمَ اللهُ بَيْنَنا وَهُوَ خَيْرُ الْحاكِمِينَ (٨٧)
المفردات :
(مَدْيَنَ) : قبيلة عربية كانت تسكن أرض معان من أطراف الشام ، وكانوا يكفرون بالله ، وقد عبدوا الأيكة من دونه ، وكانوا يبخسون الناس أشياءهم ، في الكيل والوزن ، وقد بعث الله فيهم شعيبا. (وَلا تَبْخَسُوا) بخسه حقه : نقصه. (تُوعِدُونَ) : تخوفون الناس. (تَبْغُونَها عِوَجاً) : تطلبون اعوجاجها. (فَكَثَّرَكُمْ) : بارك الله فيكم.
المعنى :
ولقد أرسلنا إلى قبيلة مدين شعيبا نبيا فيهم ، وهو من أشرفهم ، فقال : يا قوم اعبدوا الله وحده ، ولا تشركوا به شيئا ، ما لكم من إله غيره ، هو الذي خلقكم وخلق كل شيء لكم. قد جاءتكم بينة من ربكم ، وآية دالة على صدقى.
فأوفوا الكيل إذا كلتم ، وزنوا بالقسطاس المستقيم ، ولا تنقصوا الناس شيئا من حقوقهم ، في بيع أو شراء أو حق مادى أو معنوي ، وقد أمرهم شعيب بالوفاء في الكيل والوزن ، ونهاهم عن نقص الناس شيئا من حقوقهم بعد الأمر بعبادة الله مباشرة وذلك لأن هذه الخصلة كانت فاشية فيهم ، كما فشا في قوم لوط الفاحشة ، فقد كانوا من المطففين الذين إذا اكتالوا على الناس وأخذوا حقهم يستوفون ، وإذا كالوهم وباعوا إليهم شيئا ينقصون ويبخسون ، وهذا مرض نفسي وداء إذا تفشى في أمة قضى عليها وأزال ملكها وعزها.