وهناك ذكرت روايات في كتب التفسير حول الثعبان والعصا ، واليد ، والله أعلم.
إنها إسرائيليات مدسوسة من خيال وهب بن منبه وكتب الأحبار وأمثالهم.
وماذا حصل بعد هذا وما قالوا؟
قال الملأ من قوم فرعون ، وهم أشراف القوم وبطانة الملك : إن هذا لساحر عليم بفنون السحر وضروبه ، وقد وجه همه لسلب ملككم ، وإخراجكم من أرضكم ، ونزع الملك من أيديكم بطرق سحرية (قالُوا أَجِئْتَنا لِتَلْفِتَنا عَمَّا وَجَدْنا عَلَيْهِ آباءَنا وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِياءُ فِي الْأَرْضِ وَما نَحْنُ لَكُما بِمُؤْمِنِينَ) [سورة يونس آية ٧٨].
قال فرعون لهم : فماذا تأمرون؟ وبأى شيء تشيرون؟
قالوا : أخر الفصل في أمره وأمر أخيه ، وأرسل في المدائن جندك وعيونك ، جامعين لك السحرة ، وسائقيهم إليك ، حتى يأتوك بكل ساحر عليم (فَلَنَأْتِيَنَّكَ بِسِحْرٍ مِثْلِهِ فَاجْعَلْ بَيْنَنا وَبَيْنَكَ مَوْعِداً لا نُخْلِفُهُ نَحْنُ وَلا أَنْتَ مَكاناً سُوىً. قالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى. فَتَوَلَّى فِرْعَوْنُ فَجَمَعَ كَيْدَهُ ثُمَّ أَتى) [طه ٥٨ ـ ٦٠].
وجاء السحرة من كل حدب وصوب وقالوا لفرعون : أئن لنا لأجرا كاملا يكافئ ما نقوم به من عمل عظيم يتم به الغلب على موسى وسحره؟
وقال فرعون : نعم لكم أجركم كما تطلبون ، وإنكم لمن المقربين إلى مجلسنا ، فيكون السحرة جمعوا بين المركزين المالى والأدبى.
ولما اجتمعوا قال السحرة ـ في اليوم الموعود لموسى ـ : إما أن تلقى بسحرك ، وإما أن نكون نحن الملقين ، وهذا كلام الواثق من نفسه.
قال موسى : ألقوا ما أنتم ملقون (قالَ مُوسى ما جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللهَ لا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ) [سورة يونس آية ٨١].
فلما ألقوا سحروا أعين الناس من النظارة ، واسترهبوهم وملئوا قلوبهم خوفا وجاءوا بسحر عظيم في الظاهر.
سحروا أعين الناس بخفة الأيدى والحركة السريعة ، أو باستخدام الزئبق في العصى أو البخور المؤثر على العيون.
ومن تعبير القرآن بقوله : (سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ). وقوله : (يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ