المفردات :
(مِيقاتُ رَبِّهِ) : الوقت المحدد لعمل من الأعمال كمواقيت الصلاة والصوم. (اخْلُفْنِي) : كن خليفتي فيهم. (تَجَلَّى رَبُّهُ) : انكشف وظهر نوره. (دَكًّا) : مدكوكا. (صَعِقاً) : مصعوقا مغشيا عليه. (أَفاقَ) : رجع إليه عقله. (بِقُوَّةٍ) : بعزيمة ونشاط.
المعنى :
ذكر المفسرون أن موسى ـ عليهالسلام ـ وعد بنى إسرائيل إذا أهلك الله عدوهم فرعون أن يأتيهم بكتاب من عند الله فيه بيان ما يأتون ، وما يذرون ، فلما أهلك فرعون سأل موسى ربه أن ينزل الكتاب الموعود فأمره أن يصوم ثلاثين يوما فصامها ، فلما تمت أنكر موسى رائحة فمه فاستاك ، فأمره الله أن يصوم عشرا وأن يلقى الله صائما فتلك هي الأربعون ليلة التي ذكرت في البقرة مجملة وذكرت هنا مفصلة.
ضرب الله ـ تعالى ـ موعدا لموسى لمكالمته فيه ، وإعطائه الألواح المشتملة على أصول الشريعة ، وقال موسى لأخيه هارون : كن خليفتي في القوم مدة غيابى عنهم ، وعليك بإصلاح نفسك وخاصتك ، وأهل مشورتك ، وعملك وحكمك لتكون من الصالحين للخلافة ، وإياك أن تتبع رأى أهل الفساد والضلال ، هذه هي سبل النجاة للحكام.
ولما جاء موسى للوقت المحدود ، وكلمه ربه بلا واسطة كلاما سمعه من كل جهة استشرفت نفسه للجمع بين فضيلة الكلام والرؤية ، فقال : رب أرنى ذاتك المقدسة ، واجعلنى متمكنا منها بأن تتجلى لي فأنظر إليك. قال الله : لن تراني الآن ولا في المستقبل ؛ إذ ليس لبشر ما أن يطيق النظر إلى في الدنيا «حجابه النور لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه (أنواره) ما انتهى إليه بصره من خلقه» حديث شريف.
ثم أراد المولى أن يخفف عليه الأمر ، وأنه لا يطيقها فقال مستدركا : ولكن انظر إلى الجبل الذي يرجف بك ، ويضطرب كيف أفعل به؟ وكيف أجعله مدكوكا ... ، فإن