هُوَ إِلاَّ نَذِيرٌ مُبِينٌ (١٨٤) أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما خَلَقَ اللهُ مِنْ شَيْءٍ وَأَنْ عَسى أَنْ يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ (١٨٥) مَنْ يُضْلِلِ اللهُ فَلا هادِيَ لَهُ وَيَذَرُهُمْ فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ (١٨٦)
المفردات :
(يَهْدُونَ) : يرشدون الناس إلى الحق والخير. (يَعْدِلُونَ) : يجعلون الأمور متعادلة لا زيادة فيها ولا نقصان على ما ينبغي. (سَنَسْتَدْرِجُهُمْ) الاستدراج : من الدرجة ، وهي المرقاة ، بمعنى الصعود والنزول درجة بعد درجة ، والمراد سنأخذهم درجة بعد درجة بإدنائهم من العذاب شيئا فشيئا. (وَأُمْلِي لَهُمْ) : من الإملاء ، وهو الإمهال. (كَيْدِي) الكيد والمكر : هو التدبير الخفى الذي يقصد به غير ظاهره حتى ينخدع المكيد ، والمتين : القوى ، من المتن وهو الظهر. (يَعْمَهُونَ) : يترددون في حيرة وعمى.
بعد أن ذكر الله أنه خلق لجهنم كثيرا من الخلق لا قلوب لهم ولا أعين ولا آذان يصلون بها إلى الخير ، ثم ذكر بعد ذلك ما يجعل الإنسان قوى الإيمان ... ذكر هنا أن في أمة الدعوة المحمدية فريقين : مهديين وضالين ، مع ذكر وجوب الفكر والنظر في ملكوت السماء والأرض علّنا نصل إلى الخير.
المعنى :
وبعض من خلقنا أرسلنا لهم الرسل خاصة أمة الدعوة المحمدية أمة يهدون بالخير ، ويرشدون إليه ، وبه يحكمون فيما يعرض لهم حتى تكون أمورهم متعادلة لا زيادة فيها ولا نقصان ويكونوا أمة وسطا عدولا كما أخبر عنهم القرآن ، وروى عن على بن أبى طالب قال : لتفترقن هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا فرقة ، يقول الله : (وَمِمَّنْ خَلَقْنا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ) فهذه هي التي تنجو من هذه الأمة.