وَإِنْ تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدى لا يَتَّبِعُوكُمْ سَواءٌ عَلَيْكُمْ أَدَعَوْتُمُوهُمْ أَمْ أَنْتُمْ صامِتُونَ (١٩٣)
المفردات :
(لِيَسْكُنَ إِلَيْها) : ليطمئن ويسكن من الاضطراب النفسي. (تَغَشَّاها) :
أتاها لقضاء ما تطلبه الغريزة الجنسية. (حَمَلَتْ) : علقت منه ، والحمل : ما كان في بطن أو على شجرة ، والحمل ما كان على ظهر. (فَمَرَّتْ) : استمرت إلى وقت ميلاده من غير سقوط. (فَلَمَّا أَثْقَلَتْ) : حان وقت ثقلها وقرب وضعها. (صالِحاً) المراد : نسلا صالحا في الجسم والفطرة.
هذه سورة بدئت بالكلام على القرآن والتوحيد ، ثم تبع ذلك كلام على النشأة الأولى وما تبع ذلك ، ثم الكلام على قصص الأنبياء خصوصا موسى ، وها هو ذا يختمها بالكلام على التوحيد وعلى القرآن.
هو الذي خلقكم يا بنى آدم من جنس واحد وطبيعة واحدة وجعل منها زوجها ليسكن إليها ، ويطمئن بها ، فإن الجنس إلى جنسه ميال ، وجعل منها زوجها حتى إذا بلغا سن الحلم وهي السن التي معها تظهر الغريزة الجنسية في الرجل والمرأة. وجدا أنفسهما ـ خاصة الرجل ـ مضطربا ومحتاجا إلى الزوجة لتهدأ نفسه وتسكن من اضطرابها ، وبهذا وحده يتحقق بقاء النوع الإنسانى.
فلما تغشاها واتصل بها الاتصال الجنسي المعروف حملت منه حملا كان خفيفا في أول الأمر لم تشعر به ، فلما أثقلت وصارت ذات ثقل بكبر الولد في بطنها ، وحان وقت الوضع. دعوا الله ربهما مقسمين لئن آتيتنا ولدا صالحا تام الخلقة قوى البنية سليم الفطرة لنكونن لك يا رب من الشاكرين.
وقد آتاهما الله ذلك ، وكانت الفطرة لكل مخلوق الميل إلى الإسلام والتوحيد.
فلما آتاهما النسل الصالح جعلا ، أى : بعض بنى آدم من الذكور والإناث له شركاء فيما آتاهما ، واتجها إلى غير الله الذي أعطاهما ، تعالى الله عما يشركون!!