إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (١٧) ذلِكُمْ وَأَنَّ اللهَ مُوهِنُ كَيْدِ الْكافِرِينَ (١٨) إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جاءَكُمُ الْفَتْحُ وَإِنْ تَنْتَهُوا فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَإِنْ تَعُودُوا نَعُدْ وَلَنْ تُغْنِيَ عَنْكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئاً وَلَوْ كَثُرَتْ وَأَنَّ اللهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ (١٩)
المفردات :
(زَحْفاً) زحف : إذا مشى على بطنه كالحية ، أو دب على مقعده كالصبي ، أو مشى بثقل في الحركة واتصال وتقارب خطو ، والعسكر المجتمع كأنه شخص واحد إذا تحرك يبدو أنه بطيء زاحف ، والواقع أنه سريع. (الْأَدْبارَ) : جمع دبر ، وهو ما قابل القبل ، ويطلق على الظهر ، والمراد الهزيمة. (مُتَحَرِّفاً) تحرف وانحرف : مال إلى حرف ، أى : إلى جانب. (مُتَحَيِّزاً) : منحازا إلى جماعة أخرى ، أى : منضما إليها. (لِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ) البلاء : الاختبار بإعطاء النقم لاختبار الصبر ، والنعم لاختبار الشكر ، والمراد هنا الابتلاء بالنعم. (تَسْتَفْتِحُوا) أى : تطلبوا الفتح والنصر في الحرب والفصل في الأمر.
المعنى :
يا أيها الذين آمنوا بالله ، وصدقوا به وبرسوله يجب عليكم إذا لقيتم الذين كفروا في ميدان الحرب حالة كونهم كالزاحفين على أدبارهم إذ الجيش إذا كثر عدده يرى في سيره بطيئا والواقع أنه سريع ، وقد زحف الكفار على المسلمين يوم أن انتقلوا من مكة إلى بدر ، فيجب عليكم والحالة هكذا ألا تولوهم الأدبار ، وألا تفروا منهم مهما كثر عددهم وأنتم قلة ، بل اثبتوا وقاتلوا فالله معكم عليهم ، وقد خص بعض العلماء هذا إذا كان الكفار لا يزيدون على الضعف ؛ ومن يولهم يومئذ دبره في القتال ، ومن يفر منهم ويجبن عن قتالهم فعليه غضب من الله ومأواه جهنم.
فالفرار من الزحف إذا التقى الجيشان كبيرة من الكبائر ـ كما ورد في الحديث
ـ