اجتماعهم ، فقال أبو البختري : الرأى أن تحبسوه في بيته ، وتشدوا وثاقه وتسدوا عليه بابا وتتربصوا به ريب المنون. فقال الشيخ النجدي : ما هذا بالرأى ؛ فإن أهله وأتباعه يقاتلونكم ويفكون أسره ، ثم قال هشام بن عمر :
الرأى أن تخرجوه من ديارنا وتستريحوا منه ولا يضركم ما يفعل. فقال النجدي : ما هذا برأى أرأيتم إلى طلاقة لسانه وحلو حديثه وقوة تأثيره فلا تأمنوا أن يجتمع عليه العرب ويغزوكم في عقر دياركم ... ثم قال أبو جهل : لي رأى!! أن نجمع من كل قبيلة فتى جلدا قويا ومع كل فتى سيف بتار فيضربوه ضربة رجل واحد ، فيضيع دمه بين القبائل ، وماذا يفعل بنو هاشم في هذا؟ قال إبليس : نعم هذا الرأى ... ولكن الله أطلعه على كل ذلك وأحبط تلك المؤامرة وردهم خائبين ، وخرج النبي وأبو بكر مهاجرين إلى المدينة (وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللهُ وَاللهُ خَيْرُ الْماكِرِينَ).
المعنى :
واذكر يا محمد وقت أن اجتمع الذين كفروا ليمكروا بك ويدبروا أمر القضاء عليك وعلى دعوتك ، وعاونهم في ذلك إبليس اللعين. فإن في ذلك القصص ذكرى وعبرة لك ولأمتك وفيه دليل صدقك وتأييد الله لك.
إنهم دبروا لك إحدى ثلاث : إما الحبس والمنع من لقاء الناس ، وإما القتل الجماعى ، وإما الإخراج من أرض الوطن.
فهم يمكرون بك وبأصحابك ، ويدبرون لك الأذى ، ولكن الله يحبط مؤامراتهم ويبطل كيدهم فقد أخرجك من مكة إلى المدينة مهاجرا ، وعدت إلى مكة غازيا فاتحا ، وقد سمى هذا مكرا من باب المشاكلة ، والله خير الماكرين ؛ لأن مكره إعزاز للحق وأهله ، ونصر للإسلام ورجاله وخذلان للباطل وحزبه.
وهكذا دائما لا تنتظروا أيها المسلمون من غيركم من الكفار والمشركين إلا هذا وأمثاله.
هذا كيدهم للنبي صلىاللهعليهوسلم وصحبه ، أما كيدهم للدين وكتابه فها هو ذا : وإذا تتلى