فَيُحِلُّوا ما حَرَّمَ اللهُ زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمالِهِمْ وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكافِرِينَ (٣٧)
المفردات :
(حُرُمٌ) : جمع حرام. (كَافَّةً) أى : مجتمعين. (النَّسِيءُ) : من نسأ الشيء وأنسأه ، أى : أخره ، والنسيء كالمسنوء ، أى : المؤخر. (لِيُواطِؤُا) المواطأة : الموافقة.
عود للكلام على المشركين بعد أن أنهى الكلام على أهل الكتاب من اليهود والنصارى.
المعنى :
إن عدة الشهور عند الله أى : في حكمه اثنا عشر شهرا ، فيما كتبه الله وأثبته من نظام للكون ، وتقدير لمنازل القمر والشمس ، كتبه يوم خلق السموات والأرض ، والمراد الأشهر القمرية لا غيرها ، فإن الحساب بها يسير ، وتتوقف على الهلال ، وهو يرى لكل إنسان متعلم وغير متعلم ، بدوي أو حضرى.
منها أربعة حرم كتب الله وفرض احترامها وتحريم القتال فيها على لسان إبراهيم وإسماعيل. وتناقلت العرب ذلك قولا وعملا ، وفي زمن الجاهلية الجهلاء غيرت العرب في ذلك وبدلت تبعا لأهوائها كما سيأتى ؛ والأشهر الحرم كما وردت في الحديث هي : ذو القعدة ، وذو الحجة ، والمحرم ، ورجب مضر الذي بين جمادى الثانية وشعبان.
وحرم القتال فيها لأنها زمن الحج فيأمن الناس في أسفارهم وغربتهم على أنفسهم وأموالهم ، ولا شك أن الحج يبتدئ غالبا من ذي القعدة إلى آخر المحرم. وكان رجب في وسط العام هدنة للراحة والاستجمام ولتسهيل العمرة فيه ، ذلك الدين القيم ، ذلك