ما عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (٩١) وَلا عَلَى الَّذِينَ إِذا ما أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لا أَجِدُ ما أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَناً أَلاَّ يَجِدُوا ما يُنْفِقُونَ (٩٢)
المفردات :
(الْمُعَذِّرُونَ) أى : المعتذرون ، واللفظ يحتمل المعتذر بعذر حقيقى أو ادعائى.
هذه الآية في نفاق الأعراب سكان البدو بعد بيان نفاق المنافقين من سكان الحضر (المدينة).
(الضُّعَفاءِ) جمع ضعيف ، وهو ضد القوى ، والمراد : من لا قوة لهم في أبدانهم تمكنهم من الجهاد. (حَرَجٌ) المراد : ليس عليهم ذنب ولا إثم. (نَصَحُوا) : أخلصوا لله ورسوله في القول والعمل. (مِنْ سَبِيلٍ) : من طريق يسلك لمؤاخذتهم.
المعنى :
وجاء المعتذرون من الأعراب ليأذن لهم النبي صلىاللهعليهوسلم في التخلف عن النفير العام في غزوة تبوك وهم قوم عامر بن طفيل ، جاءوا يقولون : يا رسول الله : إن نحن غزونا تغير علينا أعراب طيئ فقال لهم رسول الله : «قد أنبأنى الله من أخباركم وسيغنى الله عنكم» وقال ابن عباس : هم قوم تخلفوا فأذن لهم النبي صلىاللهعليهوسلم والظاهر أن عذرهم كان حقا ، والآية تحتمل هذا وذاك.
وقعد عن القتال وعن المجيء للاعتذار الذين كذبوا الله ورسوله من الأعراب ، وأظهروا الإيمان بهما كذبا وإيهاما ، وهؤلاء هم المنافقون حقيقة في العقيدة ، وقد قعدوا عن القتال بجرأة على الله وعلى رسوله سيصيب الذين كفروا منهم ، أى : ممن كذبوا الله