المفردات :
(طَيِّباً) : طاهرا من كل شبهة. (خُطُواتِ الشَّيْطانِ) يقال : اتبع خطواته : إذا استن سنته وسار على طريقته. (بِالسُّوءِ) : السيّئ القبيح. (الْفَحْشاءِ) ما تجاوز الحد في القبح مما ينكره العقل ويستقبحه الشرع. (ما أَلْفَيْنا) : ما وجدنا. (يَنْعِقُ) : يصوت على غنمه ويدعوها. (الْمَيْتَةَ) : ما ماتت من غير ذبح شرعي سواء أكانت موقوذة أو متردية أو نطيحة أكلها السبع. (وَما أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللهِ) : الإهلال : الصراخ ورفع الصوت ، والمراد : ما ذكر عليه اسم غير اسمه تعالى. (غَيْرَ باغٍ) : غير طالب للمحرم ذاته ، وقيل : هو الخارج على المسلمين. (وَلا عادٍ) : غير متجاوز قدر الضرورة ، وقيل : المعتدى على المسلمين بقطع الطريق.
المعنى :
بعد ما سجل عليهم اتخاذ الأنداد والشركاء وأن المتبوع يتبرأ من التابع يوم يرى العذاب ، ناداهم : يا أيها الناس كلوا مما في الأرض حلالا أحله الله لكم طيبا لا شبهة فيه ولا إثم ولا يعلق به حق للغير مهما كان ، واصرفوا نظركم عن ذلك المال الذي يأتيكم عن طريق الدين وتأخذونه من الأتباع فهو حرام خبيث لا يحل أكله.
وفي هذا إشارة إلى أن أكثر رجال الدين من أهل الكتاب لم يؤمنوا خوفا على الدنيا وأعراضها الفانية : من الرياسة الكاذبة والمال الزائل الحقير وإلى أن ما للأكل من أثر في توجيه النفس واتباع الشيطان.
وإياكم والشيطان الذي يوسوس لكم ويزين الشر ؛ إنه لكم ـ كما كان لأبيكم آدم ـ عدو ظاهر العداوة فلا تتبعوه وخالفوه ؛ إنه لا يأمر بالخير أصلا ولا يأمر إلا بالقبيح وكل ما ينكره الشرع ويأباه الطبع السليم والعقل الراجح ، فها هي ذي أعمال الشيطان وأماراته فاحذروه ولا تتبعوه.
وخالف النفس والشيطان واعصهما |
|
وإن هما محّضاك النصح فاتّهم |
والشيطان يأمركم أن تقولوا على الله ما لا تعلمون من أمور الدين.
ولكن حكم القرآن على المشركين وبعض اليهود أنه إذا قيل لهم : اتبعوا ما أنزل الله