الأعضاء ولكن بلا كيفية وقد عرفت حال التدرّع به وأنه مما لا يسمن ولا يغني من جوع .
أفيصح لنا دعوة أساتذة العلوم الإنسانية والطبيعية من المخترعين والمكتشفين في عالمنا الراهن إلى الإله الذي استقر على عرشه فوق السماوات ينظر منه إلى العالم كله الذي هو تحت قدميه ، والعرش يئط تحته أطيط الرحل تحت الراكب ! .
بالله عليك إذا كانت رسالتنا في العالم نشر ما جاء في قول هذا الشاعر الحنبلي :
لله وجه لا يحد بصورة |
|
ولربنا عينان ناظرتان |
وله يدان كما يقول إلهنا |
|
ويمينه جلت على الأيمان ! |
فهل يتصور لنا النجاح في ميدان الدعوة ؟ أو يكون التراجع والفشل نتيجة حتمية للدعوة ، وإننا سوف نقابل بالقول بأن المادية والإلحاد أولى وأرجح من الاعتقاد بهذا الإله الذي جلس على سرير كجلوس الملوك ينظر إلى ملكه بعيونه ويفعل بيده ويكتب ببنانه .
أو ليس القول بالجبر وسلب الاختيار هي النتيجة الطبيعية للروايات الواردة في الصحاح والمسانيد حول القضاء والقدر وقد مضى حديث مسلم : « فوالذي لا إله غيره إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار . . . ؟ ! » (١) .
أو ليس هذا تطويحاً بالوحي كله وتزييفاً للنشاط الإنساني من بدء الخلق إلى قيام الساعة وتكذيباً لله والمرسلين قاطبة . قال سبحانه : ( قَدْ جَاءَكُم بَصَائِرُ مِن رَّبِّكُمْ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا ) (٢) . وقال سبحانه : ( وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ) (٣) .
____________________
(١) راجع ص ٢٤٢ من هذا الجزء .
(٢) سورة الأنعام : الآية ١٠٤ .
(٣) سورة الكهف : الآية ٢٩ .