٢
أقوال الفقهاء في جزئيّة البسملة
قد ذكر القرطبي أقوال أئمّة المذاهب الأربعة بوضوح ، فقال :
اختلفوا في قراءة بسم الله الرحمن الرحيم في افتتاح القراءة في الصلاة.
١. فمنع ذلك مالك في الصلاة المكتوبة ـ جهرا كانت أو سرا ـ لا في استفتاح أمّ القرآن ولا في غيرها من السور ، وأجاز ذلك في النافلة.
٢. وقال أبو حنيفة والثوري وأحمد : يقرؤها مع أمّ القرآن في كلّ ركعة سرا.
٣. وقال الشافعي : يقرؤها ولا بدّ في الجهر جهرا وفي السرّ سرّا ، وهي عنده آية من فاتحة الكتاب ، وبه ( كون البسملة آية من فاتحة الكتاب ) قال أحمد وأبو ثور وعبيد.
واختلف قول الشافعي هل هي آية من كلّ سورة أم إنّما هي آية من سورة النمل فقط ومن فاتحة الكتاب؟ فروي عنه القولان جميعا.
وسبب الاختلاف من هذا آئل إلى شيئين :
أحدهما : اختلاف الآثار في هذا الباب.
والثاني : اختلافهم هل « بسم الله الرحمن الرحيم » آية من فاتحة الكتاب أم لا؟ (١)
__________________
١. بداية المجتهد : ١ / ١٢٤.