اندراج المتعة ضمن السفاح
وقد بلغ تجرّء بعض الكتّاب من المعاصرين إلى حدّ ألحقه بالسفاح وقال :
ولطالما نهى القرآن عن السفاح ، وحرّمه تحريما قاطعاً ، وحاسما بالنسبة إلى الرجال والنساء على السواء ودعا إلى النكاح المشروع الدائم ورغّب فيه. (١)
يلاحظ عليه : أنّ المسلمين عامة أصفقوا على أنّ نبي الإسلام أحلّ المتعة في فترة سواء أكانت في فتح خيبر ، أم فتح مكة ، أم غيرهما ، ولو افترضنا انّ المتعة داخلة تحت السفاح ، يكون معنى ذلك انّ الشريعة الإسلامية أمرت بالزنا والسفاح ، ونزل الوحي السماوي على تشريعه ، ولا أظن مسلما على أديم الأرض يتفوّه بذلك ، فان معناه انّ الله ورسوله أمر بالفحشاء مع ( إِنَّ اللهَ لا يَأْمُرُ بِالْفَحْشاءِ أَتَقُولُونَ عَلَى اللهِ ما لا تَعْلَمُونَ ). (٢)
والمسلم المؤمن بالحسن والقبح والعارف بمقاصد الشريعة لا يخطر بباله انّه سبحانه جوّز الزنا للمسلمين في فترة من الزمن وأمر بالقبح مكان الأمر بالحسن ، كلّ ذلك يفرض علينا أن ندرس المتعة من جديد حتّى نقف على حدودها
__________________
١. الدكتور الدريني في تقديمه : ٣١.
٢. الأعراف : ٢٨.