الإفطار في السفر
اتّفقت كلمة الفقهاء على مشروعية الإفطار جوازا أو وجوبا في السفر تبعا للذكر الحكيم والسنّة المتواترة إلاّ انّهم اختلفوا في كونه عزيمة أو رخصة ، نظير الخلاف في كون القصر فيه جائزا أو واجبا.
ذهبت الإمامية تبعا لأئمّة أهل البيت عليهمالسلام والظاهرية إلى كون الإفطار عزيمة ، واختاره من الصحابة : عبد الرحمن بن عوف وعمر وابنه عبد الله وأبو هريرة وعائشة وابن عباس ، ومن التابعين : علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهمالسلام وابنه محمد الباقر عليهالسلام وسعيد بن المسيب وعطاء وعروة بن الزبير وشعبة والزهري والقاسم بن محمد بن أبي بكر ويونس بن عبيد وأصحابه (١).
وذهب جمهور أهل السنّة وفيهم فقهاء المذاهب الأربعة إلى كون الإفطار رخصة وإن اختلفوا في أفضلية الإفطار والصوم.
قال الجصّاص : الصوم في السفر أفضل من الإفطار ، وقال مالك والثوري : الصوم في السفر أحبّ إلينا لمن قوي عليه ، وقال الشافعي : إن صام في السفر أجزأه. (٢)
__________________
١. المحلّى : ٦ / ٢٥٨.
٢. أحكام القرآن : ١ / ٢١٥.