٣
تقسيم البدعة إلى الحسنة والسيئة بدعة
قد سمعت من أنّ الخليفة سمّى عمله بدعة حسنة ، أو سمّى اجتماع الناس على إمامة أبيّ بن كعب ، بدعة حسنة ، فإذا كانت البدعة عبارة عن التدخل في أمر الشريعة ، فليس له إلاّ قسم واحد لا يثنّى ولا يكرر.
إنّ إقامة صلاة التراويح جماعة لا تخلو من صورتين :
الأولى : إذا كان لها أصل في الكتاب والسنّة ، فعندئذ يكون عمل الخليفة إحياء لسنّة متروكة ، سواء أراد إقامتها جماعة أو جمعهم على قارئ واحد ، فلا يصحّ قوله : « نعمت البدعة هذه » إذ ليس عمله تدخّلا في الشريعة.
الثانية : إذا لم يكن هناك أصل في المصدرين الرئيسين ، لا لإقامتها جماعة أو لجمعهم على قارئ واحد ، وإنّما كره الخليفة تفرّق الناس ، ولأجل ذلك أمرهم بإقامتها جماعة ، أو بقارئ واحد ، وعندئذ تكون هذه بدعة قبيحة محرّمة.