٦
البسملة جزء من مفتتح كلّ سورة
قد أوقفك البحث السابق على أنّ التسمية جزء من الفاتحة ، وأنّه يجب الجهر بها في الصلوات الجهرية بلا ريب.
بقي الكلام في البحث الثالث وهو انّ التسمية جزء من مفتتح كلّ سورة إلاّ سورة التوبة ، ويدلّ على ذلك الأمور التالية :
الأوّل : انّ الصحابة كافة فالتابعين أجمعين فسائر تابعيهم وتابعي التابعين في كلّ خلف من هذه الأمّة منذ دوّن القرآن إلى يومنا هذا مجمعون إجماعا عمليا على كتابة البسملة في مفتتح كلّ سورة خلا براءة. كتبوها كما كتبوا غيرها من سائر الآيات بدون ميزة مع أنّهم كافة متصافقون على أن لا يكتبوا شيئا من غير القرآن إلاّ بميزة بيّنة حرصا منهم على أن لا يختلط فيه شيء من غيره ، ألا تراهم كيف ميّزوا عنه أسماء سورة ورموز أجزائه وأحزابه وأرباعه وأخماسه وأعشاره فوضعوها خارجة عن السور على وجه يعلم منه خروجها عن القرآن احتفاظا به واحتياطا عليه ، ولعلّك تعلم أنّ الأمّة قل ما اجتمعت بقضّها وقضيضها على أمر كاجتماعها على ذلك ، وهذا بمجرده دليل على أنّ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ آية