٤
بين السنة والبدعة
البدعة في الدين من كبائر المعاصي وعظائم المحرمات ، لأنّ المبتدع ينازع سلطان الله تبارك وتعالى في مجالي العقيدة والشريعة ويتدخّل في دينه فيزيد فيه وينقص منه افتراء على الله سبحانه.
فإذا دار أمر العبادة بين كونها سنّة أو بدعة فاللازم تركها ، لأنّ روح العبادة هو قصد التقرّب بإتيانها ولا يتمشّى قصد القربة بصلاة يحتمل كونها بدعة.
نحن نفترض أنّ ما سردناه من الأدلّة على عدم مشروعية التراويح جماعة ، لم يفد اليقين بأنّ صلاة التراويح بدعة لكنّها تورث الشك في مشروعيتها ، ومجرّد الشكّ فيها كاف في إلزام العقل بتركها ، إذ لا يجوز التعبّد بعمل مشكوك.
فاللازم على المسلم المحتاط إقامة نوافل شهر رمضان بين الأهل والعيال في البيوت فرادى عسى أن يقيض الله رجالا متحررين عن قيد التقليد ، يستنبطون الأحكام من الكتاب والسنّة من جديد ، وذلك ببناء نهضة علمية وثّابة تعالج الخلافات الفقهية من جذورها ، انّه خير مأمول وخير مجيب.