النشاطات الجنسية الغريزية كما يدل على ذلك اكتشافات علماء النفس الآن.
فعند ذاك انّ أمام الشبان خيارين :
١. إمّا اتّباع النموذج الغربي المنحطّ ـ أعني : الإباحة الجنسية ـ القائم على إعطاء الحرية للشبّان والشابات على قدم المساواة.
٢. أو الإقرار بشرعية الزواج المؤقت المحدد ».
هذا وقد ضمّ بعض فلاسفة الغرب في العصور الأخيرة من الذين اشتهروا بالتحرر من القيود والحرية في الرأي ، أصواتهم إلى صوت الإسلام في تشريعه الخالد للنكاح المؤقت.
فهذا هو « راسل » يرى أنّ سنن الزواج قد تأخرت بغير اختيار وتدبير فان الطالب كان يستوفي علومه قبل مائة سنة أو مائتي سنة في نحو الثامنة عشرة أو العشرين فيتأهب للزواج في سن الرجولة الناضجة ، ولا يطول به عهد الانتظار إلاّ إذا آثر الانقطاع للعلم مدى الحياة ، وقلّ من يؤثر ذلك بين المئات والألوف من الشبان.
أمّا في العصر الحاضر فالطلاب يبدءون التخصص في العلوم والصنائع بعد الثامنة عشرة أو العشرين ، ويحتاجون بعد التخرج من الجامعات إلى زمن يستعدون فيه لكسب الرزق من طريق التجارة أو الأعمال الصناعية والاقتصادية. ولا يتسنّى لهم الزواج وتأسيس البيوت قبل الثلاثين ، فهناك فترة طويلة يقضيها الشابّ بين سن البلوغ وبين سن الزواج لم يحسب لها حسابها في التربية القديمة.
وهذه الفترة هي فترة النمو الجنسي ، والرغبة الجامحة ، وصعوبة المقاومة للمغريات ، فهل من المستطاع أن نسقط حساب هذه الفترة من نظام المجتمع الإنساني ، كما أسقطها الأقدمون وأبناء القرون الوسطى؟