يقول الفيلسوف الآنف الذكر أنّ ذلك غير مستطاع ، وأنّنا إذا أسقطناها من الحساب فنتيجة ذلك شيوع الفساد والعبث بالنسل بين الشبان والشابات ، وإنّما الرأي عنده أن تسمح القوانين في هذه السن بضرب من الزواج بين الشبان والشابات ، لا يؤدهم بتكاليف الأسرة ، ولا يتركهم لعبث الشهوات الموبقات وما يعقبه من العلل والمحرجات. وهذا ما سماه بـ « الزواج بغير أطفال » ، وأراد أن يكون عاصما من الابتذال ومدرّبا على المعيشة المزدوجة قبل السن التي تسمح بتأسيس البيوت. (١)
ولعلّ مراده من قوله : « الزواج بغير أطفال » هو استعمال موانع الحمل ومع ذلك فالالتزام بهذا الشرط أمر ممكن ولكنّه مشكل ، وعلى فرض استعماله ، فلو أنجبا طفلا فهو ولد شرعي يلحق بالوالدين.
إنّ الاقتراح الذي عرضه الفيلسوف الإنجليزي هو ما دعا إليه الإسلام منذ أكثر من ١٤ قرنا ، ولكن الإسلام جعله في إطار تقنيني وتشريعي أضفى عليه مزيدا من الروعة والجمال وكمالا من حيث القيود والشروط.
هذه دراسة موجزة حول النكاح المؤقّت نقدّمها للقراء الكرام راجين أن يولوا عناية فائقة بهذا الموضوع ويتدارسوه من زوايا مختلفة حتّى تتبين لهم عظمة التشريع الإسلامي وانّ الأغيار جحدوا حقّه ، وغيرهم جهلوه وما عرفوه.
والله من وراء القصد
__________________
١. الفلسفة القرآنية لعباس محمود العقاد : ٨٧ ـ ٨٨.