( وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ ). (١)
أليس من الوهن في أمر الدين أن تكون الرؤيا والأحلام والمنامات من أفراد عاديّين ، مصدرا لأمر عبادي في غاية الأهمية كالأذان والإقامة؟!.
إنّ هذا يدفعنا إلى القول بأنّ كون الرؤيا مصدرا للأذان أمر مكذوب على الشريعة. ومن القريب جدا أنّ عمومه عبد الله بن زيد هم الذين أشاعوا تلك الرؤيا وروّجوها ، لتكون فضيلة لبيوتاتهم وقبائلهم. ولذلك نرى في بعض المسانيد أنّ بني عمومته هم رواة هذا الحديث ، وأنّ من اعتمد عليهم انّما كان لحسن ظنّه بهم.
إنّ ما مضى من الروايات حول بدء الأذان وتشريعه متعارضة جوهرا من جهات :
١. إنّ مقتضى الرواية الأولى ( رواية أبي داود ) أنّ عمر بن الخطاب رأى الأذان قبل عبد الله بن زيد بعشرين يوما. ولكن مقتضى الرواية الرابعة ( رواية ابن ماجة ) أنّه رأى في نفس الليلة التي رأى فيها عبد الله بن زيد.
٢. إنّ رؤيا عبد الله بن زيد هو المبدأ للتشريع ، وأنّ عمر بن الخطاب لمّا سمع الأذان جاء إلى رسول الله وقال : إنّه أيضا رأى نفس تلك الرؤيا ولم ينقلها إليه استحياء.
٣. إنّ المبدأ لتشريع الأذان ، هو نفس عمر بن الخطاب ، لا رؤياه ، لأنّه هو
__________________
١. آل عمران : ١٥٩.