إكمال
آية الوضوء وكيفية غسل الأيدي
أنّ آية الوضوء نزلت لتعليم الأمّة كيفية الوضوء والتيمّم ، والمخاطب بها جميع المسلمين عبر القرون إلى يوم القيامة ، ومثلها يجب أن تكون واضحة المعالم مبيّنة المراد ، حتّى ينتفع بها القريب والبعيد والصحابي وغيره.
فالآية جديرة بالبحث من جانبين :
الأوّل : مسألة كيفية غسل اليدين ، وأنّه هل يجب الغسل من أعلى إلى أسفل أو بالعكس؟
الثاني : حكم الأرجل من حيث المسح أو الغسل.
فلنشرع في البحث في الجانب الأوّل.
قال سبحانه ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرافِقِ ). (١)
اختلف الفقهاء في كيفية غسل اليدين ، فأئمّة أهل البيت وشيعتهم ، على أنّ الابتداء بالمرفقين إلى أطراف الأصابع وانّ هذه هي السنّة ، وحجتهم على ذلك هو ظاهر الآية المتبادر عند العرف ، فإنّ المتبادر في نظائر هذه التراكيب هو الابتداء من أعلى إلى أسفل ، فمثلا إذا قال الطبيب للمريض : اغسل رجلك بالماء الفاتر إلى الركبة ، يتبع المريض ما هو المتداول في غسل الرجل عند العرف ، وهو الغسل
__________________
١. المائدة : ٦.