في بيان الأحكام الواردة في الآية
يقول سبحانه ( وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ وَلا تَحْلِقُوا رُؤُسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ فَمَنْ كانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ بِهِ أَذىً مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ فَإِذا أَمِنْتُمْ فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كامِلَةٌ ذلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرامِ وَاتَّقُوا اللهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقابِ ). (١)
الآية المباركة تتضمن أحكاما نشرحها حسب مقاطع الجمل.
يقول سبحانه ( وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ ) فما هو المراد من الإتمام؟
إنّه سبحانه يأمر بإتمام الحجّ والعمرة ، والمراد من الإتمام في المقام وغيره هو إنجاز العمل كاملا لا ناقصا ، كما أنّ المراد من كون الإتمام لله ، كون العمل بعيدا عن الرياء والسمعة ، والذي يعرب عن كون المراد من الإتمام هو الإكمال ، أمران :
أ : أطلق الإتمام في القرآن الكريم وأريد به الإكمال ، كقوله سبحانه ( وَإِذِ ابْتَلى إِبْراهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِماتٍ فَأَتَمَّهُنَ ) (٢) وقوله سبحانه : ( ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيامَ إِلَى
__________________
١. البقرة : ١٩٦.
٢. البقرة : ١٢٤.