٥. ما رواه الإمام الشافعي في مسنده انّ معاوية قدم المدينة فصلّى بها ولم يقرأ ( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) ، فاعترض عليه المهاجرون والأنصار بقولهم : يا معاوية سرقت منّا الصلاة ، أين ( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ )؟!
وعلّق عليه الشافعي بقوله : فلو لا أنّ الجهر بالتسمية كان كالأمر المتقرر عند كلّ الصحابة من المهاجرين والأنصار ، وإلاّ لما قدروا على إظهار الإنكار عليه بسبب ترك التسمية.
٦. وأخرجه الحاكم بنحو آخر وقال : إنّ أنس بن مالك قال : صلّى معاوية بالمدينة صلاة فجهر فيها بالقراءة فقرأ فيها ( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) لأمّ القرآن ولم يقرأ ( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) للسورة التي بعدها حتّى قضى تلك القراءة ، فلمّا سلّم ناداه من سمع ذلك من المهاجرين والأنصار من كلّ مكان : أسرقت الصلاة أم نسيت؟! فلمّا صلّى بعد ذلك قرأ ( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) للسورة التي بعد أمّ القرآن وكبّر حين يهوي ساجدا.
قال الحاكم : هذا حديث صحيح على شرط مسلم فقد احتج بعبد المجيد بن عبد العزيز وسائر الرواة متفق على عدالتهم ، وأقرّه على ذلك الذهبي في تلخيصه.
٧. قال الرازي في تفسيره : أنّ البيهقي روى الجهر بـ ( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) في سننه عن عمر بن الخطاب وابن عباس وابن عمر وابن الزبير ، ثمّ قال الرازي ما هذا لفظه : وأمّا انّ علي بن أبي طالب كان يجهر بالتسمية فقد ثبت بالتواتر ومن اقتدى في دينه بعلي بن أبي طالب فقد اهتدى ، قال : والدليل عليه قول رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : اللهم أدر الحقّ مع علي حيث دار. (١)
__________________
١. التفسير الكبير : ١ / ٢٠٤.