ويظهر من غضبه لهدم قبر الحسين عليهالسلام ومبادرته الى النهي عن المنكر ، أنه صاحب دين ، لكن طريقته في الإستنكار ساذجة ، ثم نراه تراجع وسكت ! وقد كانت له مكانة واحترام في الناس ، فلو أنه وقف في المسجد ودعا المسلمين الى الإعتراض لأجابه الكثيرون ، لكنه اعترض بطريقة بدائية ، فزجره الوالي العباس بأسلوب فرعون ، وقال له : قصتك ومنامك خيال وحماقة ، وأنت فارسي مولى بني أسد ، ونحن والحسين هاشميون ، فلا تدخل بيننا !
وقصته تدل على أن مؤسس جريمة هدم قبر الحسين عليهالسلام المنصور الدوانيقي ! وأن المسلمين حتى غير الشيعة نقموا عليه واعترضوا .
٢. أعاد المسلمون مشهد الحسين عليهالسلام بعد الدوانيقي ، وعادوا الى زيارته حتى جاء حفيده هارون ، الذي سموه الرشيد ، فهدمه مرة ثانية !
روى الطوسي في أماليه / ٣٢١ : « حدثني يحيى بن المغيرة الرازي ، قال : كنت عند جرير بن عبد الحميد ، إذ جاءه رجل من أهل العراق ، فسأله جرير عن خبر الناس ، فقال : تركت الرشيد وقد كرب قبر الحسين عليهالسلام وأمر أن تقطع السدرة التي فيه فقطعت ! قال : فرفع جرير يديه ، فقال : الله أكبر ، جاءنا فيه حديث عن رسول الله صلىاللهعليهوآله أنه قال : لعن الله قاطع السدرة ، ثلاثاً ، فلم نقف على معناه حتى الآن ، لأن القصد بقطعه تغيير مصرع الحسين حتى لايقف الناس على قبره » .
أقول : معنى : تغيير مصرعه ، تغيير قبره ومكان قتله عليهالسلام . وقد قطعت قبل تلك السدرة سدرتان : سدرة البقيع وكانت تستظل بها الزهراء عليهاالسلام ، وسدرة الحديبية التي بايع النبي صلىاللهعليهوآله تحتها المسلمين . وقاطعهما واحد ، ولا مجال للتفصيل .