خلت من رجب وسميَ المعتمد على الله ، وأشهد يوم الخميس لاثنتي عشرة ليلة بقيت من رجب على وفاة المهتدى محمد بن الواثق ، وأنه سليم ما به إلا الجراحتان اللتان نالتاه يوم الأحد في الوقعة » .
وهذا يدل على أن عتاباً كان فارسياً وليس تركياً ، وأنه قتل مع المهتدي . ومن المستبعد أن يكون استبصر لما رأى معجزات الإمام عليهالسلام في مرافقته من المدينة ، رغم أنه اقتنع بأنه ولي الله ، وأن الله تعالى يظهره على بعض غيبه .
فقد بقي عتاب مخلصاً للمتوكل ، والخلفاء من بعده ، وكانوا يكلفونه بمهمات قذرة ، من القمع والقتل ، حتى قُتل في سبيلهم !
إحضار الإمام الى سامراء بعد هدم قبر الحسين عليهالسلام
ارتكب المتوكل جريمة هدم قبر الحسين عليهالسلام سنة ٢٣٦ ، واتفق المؤرخون على أنه أثار على نفسه نقمةً عامة من كل الفئات ، حتى كتب المسلمون شعار شتمه على جدران بغداد ، ولم يرووا أن أحداً كان يمحوه !
وقد رافق ذلك تزايد تعاطف المسلمين مع الإمام الهادي عليهالسلام خاصة في بغداد والحجاز ، وقد وصل هذا التعاطف الى بعض وزراء الخليفة ، وأفراد أسرته !
ويظهر أن بعض الأوساط لهجوا بالثورة على المتوكل .
وفي ذلك الظرف كتب اليه والي مكة والمدينة : إن كانت لك حاجة في الحجاز ، فأخرج منه علي بن محمد . أي قبل أن يدعوهم للثورة عليك فيستجيبون له !