أعطوا المتوكل لقب محي السنة ، وقطب الظاهر والباطن !
ذكرت مرةً لأحد علماء الوهابية أن المتوكل كان ناصبياً يبغض علياً عليهالسلام وكان خماراً ، فاستنكر وقال : كلا ، إنه عندنا محي السنة ، ومذل النصارى والزنادقة !
وقال ابن كثير في النهاية « ١٠ / ٣٨٧ » : « وكان المتوكل محبباً إلى رعيته ، قائماً في نصرة أهل السنة ، وقد شبهه بعضهم بالصدِّيق في قتله أهل الردة ، لأنه نصر الحق ورده عليهم حتى رجعوا إلى الدين ، وبعمر بن عبد العزيز حين رد مظالم بني أمية . وقد أظهر السنة بعد البدعة ، وأخمد أهل البدع وبدعتهم بعد انتشارها واشتهارها فرحمه الله . وقد رآه بعضهم في المنام بعد موته وهو جالس في نور ، قال فقلت : المتوكل ؟ قال : المتوكل . قلت : فما فعل بك ربك ؟ قال : غفر لي . قلت : بماذا ؟ قال : بقليل من السنة أحييتها » !
وقد اشتهر لقبه محيي السنة وتفاخر به العوام المجسمة ، وتقرب اليهم الصوفية فأعطاه ابن عربي أعلى لقب في التصوف والعرفان وهو : القطب الرباني والغوث !
قال
في فتوحاته المكية : ٢
/ ٦
، وفي الطبعة الجديد : ١١
/ ٢٧٥
: « وقد يسمى رجل البلد قطب ذلك البلد ، وشيخ الجماعة قطب تلك الجماعة ، ولكن الأقطاب المصطلح على أن يكون لهم هذا الإسم مطلقاً من غير إضافة ، لا يكون منهم في الزمان إلا واحد ، وهو الغوث أيضاً وهو من المقربين ، وهو سيد الجماعة في زمانه . ومنهم من يكون ظاهر الحكم ويحوز الخلافة الظاهرة ، كما حاز الخلافة الباطنة من جهة المقام كأبي بكر ، وعمر ، وعثمان ، وعلي ، والحسن ، ومعاوية بن يزيد ، وعمر بن عبد العزيز ، والمتوكل ! ومنهم من له الخلافة الباطنة خاصة ولا حكم له في