الى المدينة وبقي فيها . أما إرسال المتوكل ليحيى بن هرثمة فكان بعد بضع سنوات ، فأحضره وألزمه بالبقاء حتى استشهد عليهالسلام على يد المعتمد .
٢. يظهر من نص رسالة المتوكل الى الإمام عليهالسلام أنه يخاطب شخصية له نفوذه في المسلمين ، وله قداسة عندهم ، فالمتوكل النمرود يراعي الأدب معه ، وفي نفس الوقت يحتم عليه الحضور الى سامراء ، لأنه اشتاق اليه !
وكل هدفه أن يكون في قبضته في سامراء ، ويأمن من ثورته عليه ، لأنه إذا دعا المسلمين الى بيعته ، استجاب له منهم قسم كبير .
٣. يدل تعمد المتوكل تأخير استقباله يوماً ، وإنزاله في خان ينزل فيه عادة الصعاليك وسواد الناس ، أن المقصود إهانته ليذل في نفسه ويخضع للمتوكل كغيره من الشخصيات الذين يُحضرهم ، لكن الإمام الهادي شخصيةٌ ربانيةٌ لايقاس بها الأرضيون ، ومن بيت لا يقاس بهم أحد ، صلوات الله عليهم !
خافت السلطة من ثورة البغداديين !
في
تاريخ اليعقوبي « ٢ / ٤٨٤ » :
« وكتب المتوكل إلى علي بن محمد بن علي الرضا بن موسى بن جعفر بن محمد ، في الشخوص من المدينة ، وكان عبد الله بن محمد بن داود الهاشمي قد كتب يذكر أن قوماً يقولون إنه الإمام ، فشخص عن المدينة ، وشخص يحيى بن هرثمة معه حتى صار إلى بغداد ، فلما كان بموضع يقال له الياسرية نزل هناك ، وركب إسحاق بن إبراهيم لتلقيه ، فرأى تشوق الناس إليه