رسول الله خصمك يوم القيامة ! فقلت له : والله ما وقعت منه إلا على كل أمر جميل ، ثم صرت به الى سر من رأى فبدأت بوصيف التركي فأخبرته بوصوله فقال : والله لئن سقط منه شعرة لا يطالب بها سواك . « وهو من جند وصيف » .
قال : فعجبت كيف وافق قوله قول إسحاق ! فلما دخلت على المتوكل سألني عنه فأخبرته بحسن سيرته وسلامة طريقته وورعه وزهادته ، وأني فتشت داره فلم أجد فيها غير المصاحف وكتب العلم ، وأن أهل المدينة خافوا عليه . فأكرمه المتوكل وأحسن جايزته ، وأجزل بره ، وأنزله معه سر من رأى .
قال يحيى بن هرثمة : فاتفق مرض المتوكل بعد ذلك بمدة ، فنذر إن عوفي ليتصدقن بدراهم كثيرة ، فعوفي فسأل الفقهاء عن ذلك فلم يجد عندهم فرجاً فبعث الى علي فسأله فقال : يتصدق بثلاثة وثمانين ديناراً . فقال المتوكل : من أين لك هذا ؟ فقال من قوله تعالى : لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ . والمواطن الكثيرة هي هذه الجملة ، وذلك لأن النبي صلىاللهعليهوآله غزى سبعاً وعشرين غزاة ، وبعث خمساً وستين سرية ، وآخر غزواته يوم حنين .
فعجب المتوكل والفقهاء من هذا الجواب ، وبعث اليه بمال كثير فقال : علي هذا الواجب ، فتصدق أنت بما أحببت » .
ملاحظات
١. يتضح بما تقدم أن إحضار المتوكل
للإمام عليهالسلام
كان بإرساله القائد عتاب بن أبي عتاب في أول خلافته سنة ٢٣٣
، وأن الإمام عليهالسلام
بقي فترة في سامراء ، ثم عاد