وقد اتفق المؤرخون على أن المتوكل لم يكن له بضاعة من العلم ، وأنه كان يتزيا بزي المخنثين فحبسه أخوه الواثق ليمنعه من التخنث . ولم يَدَّعِ ولا ادعى له أحدٌ أنه كان عالماً ، وأنه اختار مذهباً بموازين علمية ، بل كان يعيش في مجتمع فيه صراع بن اتجاهين : اتجاه يؤكد على تنزيه الله تعالى عن الجسم والشبيه ، ويقول بفضائل أهل البيت عليهمالسلام ، واتجاه يميل الى التجسيم ، ويكره أهل البيت النبوي بشكل صريح أومبطن ، فتبنى هذا الإتجاه .
ومن الظواهر العجيبة أن القول بالتشبيه توأمٌ دائماً مع عداوة أهل البيت عليهمالسلام . فأينما وجدت مُجسماً فهو ناصبي ، وأينما وجدت ناصيباً فهو مُجسم أو مُشبِّه ! لذلك يترجح عندنا أن المتوكل كان مبغضاً لعلي عليهالسلام من نشأته ، وعندما صار خليفة تجمع عليه أشكاله فعلموه التشبيه وأحاديث رؤية الله تعالى بالعين !
جواب أهل البيت عليهمالسلام على مقولة خلق القرآن
كان موقف الأئمة عليهمالسلام النهي عن الإنشغال بأن القرآن مخلوق أو غير مخلوق .
فقد سئل الإمام الصادق عليهالسلام قبل المأمون بخمسين سنةً : « يا ابن رسول الله ، ما تقول في القرآن ؟ فقال : هو كلام الله ، وقول الله ، وكتاب الله ، ووحي الله وتنزيله وهو الكتاب العزيز الذي : لَّا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ » . « أمالي الصدوق / ٦٣٨ » .