« فحدثنيه أبو عبد الله ، محمد بن العباس بن أحمد بن محمد بن عاصم الشهيد ، رضي الله عنه » . ولذلك نتوقف فيه .
نجَّى أهل الدينور أنفسهم من شر المتوكل
قال ابن خلكان في وفيات الأعيان « ١ / ٣٥١ » : « كان بالدينور « غرب إيران من جهة العراق » شيخ يتشيع ويميل إلى مذهب أهل الإمامة ، وكان له أصحاب يجتمعون إليه ويأخذون عنه ويدرسون عنده ، يقال له : بشر الجعاب ، فرفع صاحب الخبر بالدينور الى المتوكل أن بالدينور رجلاً رافضياً يحضره جماعة من الرافضة ويتدارسون الرفض ، ويسبون الصحابة ويشتمون السلف .
فلما وقف المتوكل على كتابه أمر وزيره عبيد الله بن يحيى بالكتاب إلى عامله على الدينور بإشخاص بشر هذا ، والفرقة التي تجالسه . فكتب عبيد الله بن يحيى بذلك ، فلما وصل إلى العامل كتابه ، وكان صديقاً لبشر الجعاب حسن المصافاة له شديد الإشفاق عليه ، همَّهُ ذلك وشقَّ عليه ، فاستدعى بشراً وأقرأه ما كوتب به في أمره ، وأمر أصحابه فقال له بشر : عندي في هذا رأيٌ إن استعملته كنت غير مستبطأ فيما أُمرت به ، وكنت بمنجاة مما أنت خائف عليَّ منه .
قال : وما هو ؟ قال : بالدينور شيخ خفاف
إسمه بشر ، ومن الممكن المتيسر أن تجعل مكان الجعاب الخفاف ، وليس بمحفوظ عنده ما نسبت إليه من الحرفة والصناعة ، فَسُرَّ العامل بقوله وعمد إلى العين من الجعاب فغير عينها وغير استواء خطها وانبساطه ، ووصل الباء بما صارت به فاء ، فكان أخبره عن بشر