رؤساء الوزارة
كان محمد بن عبد الملك الزيات من أسرة عادية من الدسكرة « الأعلام : ٦ / ٢٤٨ » ، والظاهر أنها المقدادية الواقعة قرب بعقوبة . وقد استوزره المعتصم ، ثم الواثق .
روى ابن الزيات أن المعتصم ضحك يوماً من نفسه ، فسألناه عن سبب ضحكه فقال إن منجماً رآه فقال له : « الطالع أسدٌ وهو الطالع في الدنيا ، وإنه يوجب لك الخلافة ، وأنت تفتح الآفاق وتزيل الممالك ويعظم جيشك ، وتبني بلاداً عظيمة ويكون من شأنك كذا ومن أمرك كذا ، وقصَّ عليَّ جميع ما أنا فيه الآن !
قلت : فهذا السعود ، فهل عليَّ من نحوس ؟ قال : لا ، ولكنك إذا ملكت فارقت وطنك وكثرت أسفارك . قلت : فهل غير هذا ؟ قال : نعم ، ما شئ أنحس عليك من شئ واحد . قلت : ما هو ؟ قال : يكون المتولَّون عليك في أيام ملكك أصولهم دنية سفلة ، فيغلبون عليك ويكونون أكابر أهل مملكتك ...
ولكني ما ذكرته إلى الآن ، ولما بلغت الرحبة وقعت عيني على موضعه فذكرته ، وذكرت كلمته وتأمَّلتكما حواليَّ وأنتما أكبر أهل مملكتي ، وأنت ابن زيَّات وهذا ابن قَيَّار ، وأومأ إلى ابن أبي دؤاد ، فإذا قد صح جميع ما قال !
فأنفذت هذا الخادم في طلبه والبحث عنه لأفي له بسالف الوعد ، فعاد إليَّ وذكر أنه قد مات قريباً .. وأخذني الضحك ، إذ ترأس في دولتي أولاد السُّفَّل . قال : فانكسرنا ، ووددنا أنا ما سألناه » ! « نشوار المحاضرة : ٧ / ٢١٢ » .