برفع الشراب ، ثم قال له : يا أبا الحسن ، أعليك دَينٌ ؟ قال : نعم أربعة آلاف دينار ، فأمر بدفعها إليه ، ورده إلى منزله من ساعته مكرماً » .
ورواها الذهبي في تاريخ الإسلام « ١٨ / ١٩٩ » ، فقال : « سُعِيَ بأبي الحسن إلى المتوكل وأن في منزله سلاحاً وكتباً من أهل قم ، ومن نيته التوثب ، فكَبَسَ بيته ليلاً فوجده في بيت عليه مدرعة صوف ، متوجهاً إلى ربه يترنم بآيات ، فأُخذ كهيئته إلى المتوكل وهو يشرب ... » . واليافعي في مرآة الجنان : ٢ / ١١٩ ، والقلقشندي في معالم الخلافة : ١ / ٢٣٢ ، والأبشيهي في المستطرف : ٢ / ٨٧٤ ، وغيرهم ، وغيرهم .
كان المتوكل ذات يوم غاضباً متوتراً ، لأنه عجز أن يجرَّ الإمام الهادي عليهالسلام الى شرب الخمر ، ثم يُظهره للناس سكراناً لتسقط عقيدتهم به !
وهذه لجاجةٌ منه لأنه يعرف أن الإمام عليهالسلام من العترة الذين طهرهم الله تعالى ! روى في الكافي « ١ / ٥٠٢ » : « حدثني أبوالطيب المثنى يعقوب بن ياسر قال : كان المتوكل يقول : ويحكم قد أعياني أمر ابن الرضا ! أبى أن يشرب معي أو ينادمني أو أجد منه فرصة في هذا ! فقالوا له : فإن لم تجد منه ، فهذا أخوه موسى قَصَّافٌ عَزَّاف ، يأكل ويشرب ويتعشق . قال : إبعثوا إليه فجيئوا به حتى نُمَوِّهَ به على الناس ونقول ابن الرضا ! فكتب إليه وأشخص مكرماً وتلقاه جميع بني هاشم والقواد والناس على أنه إذا وافى أقطعه قطيعة ، وبنى له فيها ، وحول الخمارين والقيان إليه ، ووصله وبره وجعل له منزلاً سرياً ، حتى يزوره هو فيه !