وقد تحولوا الى مذهب متطرف ، وتسموا بالصاعدية ! قال المقدسي في البدء والتاريخ « ٥ / ١٤٩ » : « وأما الصاعدية فهم أصحاب ابن صاعد ، يجيزون خروج أنبياء بعد نبينا صلى الله عليه وسلم ، لأنه روى : لا نبيَّ بعدي إلا ما شاء الله » !
الصاعدية أجداد الوهابية !
قال ابن الجوزي في دفع شبه التشبيه « ١ / ١٠٤ » : « ورأيت من أصحابنا من تكلم في الأصول بما لا يصلح ، وانتدب للتصنيف ثلاثة : أبوعبد الله بن حامد ، وصاحبه القاضي ، وابن الزاغوني ، فصنفوا كتباً شانوا بها المذهب !
ورأيتهم قد نزلوا إلى مرتبة العوام فحمَلوا الصفات على مقتضى الحسّ ، فسمعوا أن الله تعالى خلق آدم على صورته ، فأثبتوا له صورةً ووجهاً زائداً على الذات ، وعينين وفماً ولهوات ، وأضراساً وأضواء لوجهه هي السبحات ، ويديْن وأصابع وكفاً ، وخنصراً وإبهاماً ، وصدراً وفخذاً ، وساقين ورجلين . وقالوا ما سمعنا بذكر الرأس . وقالوا يجوز أن يَمُسَّ ويُمَس ، ويدني العبد من ذاته !
وقال بعضهم : ويتنفس ! ثم يرضون العوام بقولهم لا كما يعقل ، وقد أخذوا بالظاهر في الأسماء والصفات فسموها بالصفات تسميةً مبتدعة ، لا دليل لهم في ذلك من النقل ولا من العقل ، ولم يلتفتوا إلى النصوص الصارفة عن الظواهر إلى المعاني الواجبة لله تعالى ، ولا إلى إلغاء ما يوجبه الظاهر من سمات الحدوث ، ولم يقنعوا بأن يقولوا صفة فعل ، حتى قالوا صفة ذات .
ثم
، لما أثبتوا أنها صفات ذات قالوا لا نحملها على توجيه اللغة ، مثل يد على نعمة وقدرة ، ومجئ وإتيان على معنى بر ولطف ، وساق على شدة ، بل قالوا نحملها على