كان المتوكل شديد البغض لعلي بن أبي طالب عليهالسلام
قال ابن الأثير في الكامل « ٦ / ١٠٨ » : « وكان المتوكل شديد البغض لعلي بن أبي طالب ولأهل بيته ، وكان يقصد من يبلغه عنه أنه يتولى علياً وأهله بأخذ المال والدم ! وكان من جملة ندمائه عبادة المخنث ، وكان يشد على بطنه تحت ثيابه مخدة ويكشف رأسه وهوأصلع ، ويرقص بين يدي المتوكل ، والمغنون يغنون :
قد أقبل الأصلع البدين ، خليفة المسلمين ، يحكي بذلك علياً !
والمتوكل يشرب ويضحك ! ففعل ذلك يوماً والمنتصر حاضر ، فأومأ إلى عبادة يتهدده فسكت خوفاً منه ، فقال المتوكل ما حالك ؟ فقام وأخبره ، فقال المنتصر : يا أمير المؤمنين إن الذي يحكيه هذا الكلب ويضحك منه الناس هو ابن عمك ، وشيخ أهل بيتك وبه فخرك ! فكل أنت لحمه إذا شئت ، ولا تطعم هذا الكلب وأمثاله منه ! فقال المتوكل للمغنين : غنوا جميعاً :
غَارَ الفَتَى لابنِ عَمِّهْ |
|
رأسُ الفَتى في حَرِ أمِّهْ » ! |
وقال النويري في نهاية الأرب « ٢٢ / ٢٨٢ » : « في هذه السنة أمر المتوكل بهدم قبر الحسين بن علي رضي الله عنهما ، وهدم ما حوله من المنازل والدور ، وأمر أن يسقى موضع قبره ، وأن يمنع الناس من إتيانه ، فنادى في الناس في تلك الناحية : من وجدناه عند قبره بعد ثالثة حبسناه في المِطبق « سجن مظلم تحت الأرض » فهرب الناس وتركوا زيارته ، وحُرث وزُرع !