قَتل المستعين ونصب المعتز « الزبير بن المتوكل »
في تاريخ دمشق « ١٨ / ٣٠٨ » : « فلما بويع المعتز بالله بالخلافة وانتصب للأمر والنهي والتدبير ، وجه أخاه أبا أحمد بن المتوكل على الله إلى بغداد لحرب المستعين بالله ، وأوعز معه بالجيوش والكراع والسلاح والعدة والآلة ، فصار أبو أحمد بالجيش إلى أكناف بغداد ، وأخذ محمد بن عبد الله بن طاهر في الإستعداد للحرب ببغداد وبنى سور ببغداد وأحكمه وحفر خندقها وحصنها ، ونزل أبو أحمد بن المتوكل على الله على بغداد ، فحضر المستعين بالله ومن معه من الناس ، ونصب لهم الحرب ، وتجرد من بغداد للقتال فغدوا وراحوا على الحرب ، ونصب المجانيق والعرادات حول سور بغداد ، فلم يزل القتال بينهم سنة اثنا عشر شهراً ، وعظمت الفتنة وكثر القتل ، وغلت الأسعار ببغداد بشدة الحصار ، وأضر ذلك بالناس وجهدوا .. وداهن محمد بن عبد الله بن طاهر « والي بغداد » في نصرة المستعين ومال إلى المعتز وكاتبه سراً فضعف أمر المستعين .. وسعى في الصلح على خلع المستعين وتسليم الأمر للمعتز ، حتى تقرر الأمر على ذلك » .
وقال ابن العمراني في الإنباء في تاريخ الخلفاء « ١ / ١٢٥ » : « وضعف أمر المستعين ببغداد لأن دار الملك إذ ذاك كانت سامراء والمعتز بها مع جمهور العسكر ، وبها خزائن الأموال والسلاح . وخاف على نفسه منهم ، فنفذوا إليه وطلبوا منه أن يخلع نفسه فأبى ، ثم لما رأى ضعف أمره وقلة المال والعساكر عنده ، أجابهم » .