١. قال الصفدي في الوافي « ٢٧ / ٢٥٩ » : « الأمير التركي وصيف ، غلام الإمام المتوكل ، كان من كبار الأمراء القواد ، استولى على المعتز ، واحتجرَ واصطفى لنفسه الأموال والذخائر ، فشغبت عليه الفراغنة والأشروسنية ، وطالبوه بالأرزاق ، فقال مالكم عندنا إلا التراب ! فوثبوا عليه وقتلوه بالدبابيس ، وقطعوا رأسه ونصبوه على رمح في سنة ثلاث وخمسين ومائتين .
وكان وصيف هو وبغا الشرابي ، قد حجرا على المستعين ، حتى قال الشاعر :
خليفةٌ في قفصٍ |
|
بينَ وصيفٍ وبَغَا |
يقول ما قالا له |
|
كما تقول البَبَّغَا |
وكان في الأصل مملوكاً لشيخ من أهل قم ، اشتراه لما سُبِيَ من الديلم ، وأحسن تربيته ، وأسلمه مع ابنه في المكتب ، وكان إذا وقع في يده شئ تركه عند بقال في المحلة . ثم إنه بعد بلوغه تعلق بالعمل بالسلاح ، ثم توجه مع بعض الجند إلى خراسان بعدما أخذ ماله من عند البقال ، ثم تقلبت به الأحوال إلى أن اتصل بالمتوكل . ولما تولى وصيف على قم طلب الشيخ أستاذه واعترف له بالرق ، فأنكر ذلك ، فقال له : أنا مملوكك فلان ، ودفع إليه ثلاث بدر وقماشاً ودواب وطيباً بمثل ذلك ، وأمر لابن الشيخ بعشرة آلاف درهم ، وبعث إلى زوجة الشيخ وبناته مالاً كثيراً ، ودفع إلى البقال خمس مائة دينار ، وقال : يا أهل قم ، ما على وجه الأرض أحدٌ أوجب حقاً عليَّ منكم ، إلا أني أخالفكم في التشيع » .
٢. كان وصيف قائداً كبيراً عند الواثق ،
ولما مات عمل لتولية المتوكل : « لما توفي حضر الدار أحمد بن أبي دؤاد وإيتاخ ووصيف وعمر بن فرج وابن الزيات وأحمد