عن محبته ، وأريد أن آمرك بشئ فعرفني كيف قلبك فيه ، فقال : أنت تعلم كيف أفعل ، فقل لي ما شئت حتى أفعله ... ثم إنه أمسك عنه مدة مديدة ودعا به ، فقال : يا باغر ، قد حضرت حاجة أكبر من الحاجة التي قدمتها فكيف قلبك ؟ قال : قلبي على ما تحبُّ فقل ما شئت حتى أفعله ، فقال : هذا المنتصر قد صح عندي أنه على إيقاع التدبير عليَّ وعلى غيري حتى يقتلنا ، وأريد أن أقتله فكيف ترى نفسك في ذلك ؟
ففكر باغر في ذلك ونكس رأسه طويلًا وقال : هذا لا يجئ منه شئ ، قال : وكيف ؟ قال : يقتل الابن والأبُ باقٍ ؟ إذاً لا يستوي لكم شئ ، ويقتلكم أبوه كلكم به ، قال : فما ترى عندك ؟ قال : نبدأ بالأب أولاً فنقتله ، ثم يكون أمر الصبي أيسر من ذلك ، فقال له : ويحك وتفعل هذا ويتهيأ ؟ قال : نعم أفعله ، وأدخل عليه حتى أقتله ، فجعل يردد عليه ، فيقول : لا تفعل غير هذا ، ثم قال له : فادخل أنت في أثري فإنْ قتلته وإلا فاقتلني وضَعْ سيفك عليَّ ، وقل : أراد أن يقتل مولاه ، فعلم بغا حينئذ أنه قاتله ، وتوجه له في التدبير في قتل المتوكل » .
وقد روى الطبري « ٧ / ٤٣٤ » تفاصيل كثيرة ، في مكافأة باغر على قتله المتوكل ، وفي صراع الأتراك فيما بينهم ، وصراعهم مع الخلافة .