فسرت إليك على الظهر ومالي مركوب سوى برذوني هذا على ضعفه ، فادع الله تعالى أن يقويني على زيارتك على وجه الأرض ، فقال : قواك الله يا أبا هاشم وقوى برذونك . قال : فكان أبوهاشم يصلي الفجر ببغداد ويسير على البرذون ، فيدرك الزوال من يومه ذلك في عسكر سر من رأى ، ويعود من يومه إلى بغداد إذا سار على ذلك البرذون ، وكان هذا من أعجب الدلائل التي شوهدت » .
أقول : المسافة بين بغدا وسامرء نحو مئة كيلو متر ، ومعناه أن بغل أبي هاشم كان يقطعها في أربع ساعات أو خمس ، وأن الله تعالى استجاب دعاء الإمام عليهالسلام بتقوية البغل ، أو طيِّ الأرض إذا ركبه أبو هاشم . فكان يتحرك من بغداد صباحاً ويزور الإمام عليهالسلام ويبقى الى العصر ، ويعود الى بغداد في نفس اليوم .
« عن زرافة حاجب المتوكل ، قال : وقع رجل مشعبذ من ناحية الهند إلى المتوكل يلعب لعب الحقة ولم ير مثله ، وكان المتوكل لعاباً ، فأراد أن يُخجل علي بن محمد الرضا عليهالسلام ، فقال لذلك الرجل : إن أخجلته أعطيتك ألف دينار .
قال : تقدم بأن يخبز رقاقاً خفافاً
واجعلها على المائدة وأقعدني إلى جنبه ، فقعدوا وأحضر علي بن محمد عليهماالسلام
للطعام ، وجعل له مسورة عن يساره ، وكان عليها صورة أسد ، وجلس اللاعب إلى جنب المسورة ، فمد علي بن محمد عليهالسلام يده إلى رقاقة فطيرها ذلك الرجل في الهواء ومد يده إلى أخرى ، فطيرها ذلك الرجل ، ومد يده إلى أخرى فطيرها فتضاحك الجميع ، فضرب علي بن محمد عليهماالسلام يده المباركة الشريفة على تلك الصورة التي في المسورة وقال : خذيه . فابتلعت الرجل