قلت : لا . قال : خاطبه في شئ فقال : أظنك سكران ! فقال أبي : اللهم إن كنت تعلم أني أمسيت لك صائماً ، فأذقه طعم الَحرَب وذلَّ الأسر . فوالله إن ذهبت الأيام حتى حَرِبَ ما لَه « خسره » وما كان له ، ثم أخذ أسيراً ، وهوذا قد مات لا رحمه الله . وقد أدال الله عز وجل منه . وما زال يديل أولياءه من أعدائه » .
أقول : استشكل الرجاليون في هذه الرواية بأن وفاة محمد بن سنان سنة ٢٢٠ ، ووفاة الرخجي ٢٣٧ ، لكن الرواية قرينة على أن وفاة ابن سنان بعد هذا التاريخ .
كان للمتوكل عدة وزراء ، لكن أهمهم الفتح بن خاقان الذي قُتل معه ، ثم عبيد الله بن يحيى بن خاقان . وعندما قَتَل المتوكل ابن الزيات كلف شخصاً إسمه أبو الوزير فتسلم أمواله الواسعة . ثم استوزر الجرجرائي ، ثم استوزر عبيد الله بن يحيى بن خاقان . وكان فوقهم جميعاً الفتح بن خاقان .
قال المسعودي في مروج الذهب « ٤ / ٣ و ٦ » : « فكانت أيام أبي الوزير في الوزارة يسيرة ، وقد كان اتخذ للوزارة محمد بن الفضل الجرجرائي ، ثم صرفه .. غلب عليه الفتح بن خاقان : وكان الفتح بن خاقان التركي مولاه ، أغلبَ الناس عليه ، وأقربَهم منه ، وأكثرهم تقدُّماً عنده » .
وقال
الذهبي في سير أعلام النبلاء «
١٢ / ٨٢ »
: « الفتح بن خاقان : الأمير الكبير الوزير
الأكمل ، أبومحمد التركي ، شاعر مترسل بليغ مفوه ، ذوسؤدد وجود ومحاسن ، على لعب فيه . وكان المتوكل لا يكاد يصبر عنه ، استوزره ، وفوض إليه إمرة