الشام ، فبعث إليها نواباً عنه .. وكان أحد الأذكياء ، دخل المعتصم على الأمير خاقان فمازح ابنه هذا وهو صبي ، فقال : يا فتح ، أيما أحسن داري أو داركم ؟ فقال الفتح : دارنا إذا كنت فيها ، فوهبه مئة ألف . وكان الفتح ذا باع أطول في فنون الأدب . قتل مع المتوكل سنة سبع وأربعين » .
ومدحه ابن النديم في الفهرست فقال / ١٣٠ : « الفتح بن خاقان بن أحمد ، في نهاية الذكاء والفطنة وحسن الأدب ، من أولاد الملوك ، اتخذه المتوكل أخاً ، وكان يقدمه على سائر ولده وأهله ، وكان له خزانة « مكتبة » جمعها له علي بن يحيى المنجم لم يُرَ أعظم منها كثرةً وحسناً . وكان يحضر داره فصحاء الأعراب وعلماء الكوفيين والبصريين . قال أبوهَفَّان : ثلاثة لم أرَ قطُّ ولا سمعتُ أحب َّإليهم من الكتب والعلوم : الجاحظ ، والفتح بن خاقان ، وإسماعيل بن إسحاق القاضي » .
أقول : تدل أخبار الفتح على أنه كان إنساناً محترماً ، وكان في عمله مع المتوكل مهنياً أميناً ، لم يُؤْذِ أحداً ، ولا دفع المتوكل الى ذلك . على عكس زميله عبيد الله بن يحيى بن خاقان ! قال أبوالفرج « مقاتل الطالبيين / ٣٩٥ » : « كان المتوكل شديد الوطأة على آل أبي طالب .. واتفق له أن عبيد الله بن يحيى بن خاقان وزيره يسئ الرأي فيهم ، فحسَّن له القبيح في معاملتهم ، فبلغ فيهم ما لم يبلغه أحد من خلفاء بني العباس قبله . وكان من ذلك أن كرب قبر الحسين عليهالسلام وعفى أثاره ، ووضع على سائر الطرق مسالح له ، لايجدون أحداً زاره إلا أتوه به ، فقتله أو أنهكه عقوبة » !