بن إسحاق : جمعنا عمي « أحمد » لي ولصالح ولعبد الله ، وقرأ علينا المسند وما سمعه منه يعني تاماً ، غيرنا ، وقال لنا : إن هذا الكتاب قد جمعته وأتقنته من أكثر من سبع مائة وخمسين ألفاً ، فما اختلف المسلمون فيه من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فارجعوا إليه ، فإن كان فيه ، وإلا فليس بحجة .
سمعت عبد الله بن أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى يقول : كتب أبي عشرة آلاف ألف حديث ، ولم يكتب سواداً في بياض إلا قد حفظه !
سمعت عبد الله بن أحمد بن حنبل يقول : قلت لأبي رحمه الله تعالى : لم كرهت وضع الكتب وقد عملت المسند ؟ فقال : عملت هذا الكتاب إماماً ، إذا اختلف الناس في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، رجعوا إليه .
قال الشيخ الحافظ أبوموسى رحمه الله : ولم يخرج إلا عمن ثبت عنده صدقه وديانته ، دون من طُعن في أمانته » .
قال أبو زرعة الرازي « تاريخ بغداد : ٥ / ١٨٥ » : « كان أحمد بن حنبل يحفظ ألف ألف حديث ! فقيل له : وما يدريك ؟ قال : ذَاكَرْتُهُ فأخذت عليه الأبواب » .
فهو إذن ، يحفظ مليون حديث ، واختار منها سبع مئة وخمسين ألفاً ، ثم اختار منها الصحيح ، وهو مسنده الذي بلغت أحاديثه نحو ثلاثين ألفاً !
وهذا الكلام لا يوافقه عليه أحد من المحدثين ، حتى علماء الحنابلة أنفسهم !
كما أن مسنده يستحيل أن يكون كله صحيحاً ، لكثرة المتناقضات فيه .