وروى الذهبي في تاريخ « ٥ / ١٠٦٣ » عن حنبل قال : « أعطى بعض ولد الفضل بن الربيع أبا عبد الله وهو في الحبس ثلاث شعرات فقال : هذه من شعر النبي ، فأوصى عند موته أن يجعل على كل عين شعرة ، وشعرة على لسانه . ففعل به ذلك عند موته » .
وقال في سيره « ١١ / ٢١٢ » : « عبد الله بن أحمد : رأيت أبي يأخذ شعرة من شعر النبي فيضعها على فيه يقبلها ، وأحسب أني رأيته يضعها على عينه يغمسها في الماء ويشربه يستشفي به » .
أقول : الفضل بن الربيع كان حاجب المنصور ، وحسب قول أحمد إن بعض ولده أعطاه ثلاث شعرات من شعر النبي صلىاللهعليهوآله ، ولعله يقصد أحد أحفاده ، وكان له أولاد كثرة موظفون في الدولة ، ولا يمكن إثبات صدق الذي أعطاه الشعرات ، وأنها من أثر النبي صلىاللهعليهوآله !
أحاط ابن حنبل نفسه بهالةٍ من المبالغات !
تجد في حديث أحمد عن نفسه ، وحديث أتباعه عنه ، كثيراً من المبالغة وغير المعقول ، فهو الذي أسس الغلو في شخصه ، وربى عليه تلاميذه وأولاده !
ويكفي مبالغته في كتابه المسند وقد اعتبره كله صحيحاً ، وقال إنه اختاره من مئات ألوف الأحاديث ، وأن ما لايوجد فيه ، فهو غير صحيح !
قال
الإمام الحنبلي أبوموسى المديني الأصفهاني المتوفى سنة ٥٨١ ، في كتابه خصائص مسند الإمام أحمد /
١٣
، طبعة مكتبة التوبة بالرياض ١٤١٠ هجرية :
« قال لنا حنبل