أما آن لك ؟ فقلت : بلى يا سيدي . فقال : إن كان العرق من حلال فحلال ، وإن كان من حرام فحرام . من غير أن أسأله ، فقلت به وسلمت لأمره » .
أقول : قول الإمام عليهالسلام : أما آن لك يدل على أنه رأى منه آيات قبل أن يجيبه على ما في نفسه . لكنه لم يذكرها في هذا الحديث .
في الخرائج « ١ / ٣٩٦ » : « عن هبة الله بن أبي منصور الموصلي ، قال : كان بديار ربيعة كاتب لنا نصراني وكان من أهل كفرتوثا ، يسمى يوسف بن يعقوب ، وكان بينه وبين والدي صداقة . قال : فوافى ونزل عند والدي فقال ما شأنك قدمت في هذا الوقت ؟ قال : قد دعيتُ إلى حضرة المتوكل ، ولا أدري ما يراد مني ، إلا أني قد اشتريت نفسي من الله تعالى بمائة دينار ، قد حملتها لعلي بن محمد بن الرضا ، معي ! فقال له والدي : وفقت في هذا . قال : وخرج إلى حضرة المتوكل وانصرف إلينا بعد أيام قلائل فرحاً مستبشراً ، فقال له أبي : حدثني بحديثك .
قال : سرت إلى سر من رأى وما دخلتها قط
، فنزلت في دار وقلت : يجب أن أوصل المائة دينار إلى أبي الحسن بن الرضا عليهالسلام
قبل مصيري إلى باب المتوكل ، وقبل أن يعرف أحد قدومي . قال : فعرفت أن المتوكل قد منعه من الركوب وأنه ملازم لداره ، فقلت : كيف أصنع ؟ رجل نصراني يسأل عن دار ابن الرضا ! لا آمن أن ينذر بي فيكون ذلك زيادة فيما أحاذره . قال : فتفكرت ساعة في ذلك ، فوقع في قلبي أن أركب حماري وأخرج من البلد ، ولا أمنعه من حيث يريد ،