فلما قرأ ابن أكثم قال للمتوكل : ما نحب أن تسأل هذا الرجل عن شئ بعد مسائلي هذه ، وإنه لا يرد عليه شئ بعدها إلا دونها ، وفي ظهور علمه تقوية للرافضة » !
ردَّ الإمام الهادي عليهالسلام تفسير المجسمة للمقام المحمود
قال الله تعالى : وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَىٰ أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا . وقال الإمام الصادق عليهالسلام في تفسيرها ، قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : « إذا قمتُ المقام المحمود تشفعتُ في أصحاب الكبائر من أمتي ، فيُشَفِّعُنِي الله فيهم . والله لا تشفعتُ فيمن آذى ذريتي » . « أمالي الصدوق / ٣٧٠ » .
وروى غيرنا أيضاً أن المقام المحمود هو شفاعة النبي صلىاللهعليهوآله لأمته ، كما في مسند أحمد بن حنبل « ٢ / ٤٤١ » والبخاري « ٥ / ٢٢٨ » . وفسر بعض المشبهة المقام المحمود بأنَّ الله تعالى يُقعد النبي صلىاللهعليهوآله معه على العرش !
قال ابن عبد البر في التمهيد « ١٩ / ٦٤ » : « روي عن مجاهد أن المقام المحمود أن يقعده معه يوم القيامة على العرش ، وهذا عندهم منكر في تفسير هذه الآية .
والذي عليه جماعة العلماء من الصحابة والتابعين ومن بعدهم من الخالفين ، أن المقام المحمود هو المقام الذي يشفع فيه لأمته . وقد روي عن مجاهد مثل ما عليه الجماعة من ذلك ، فصار إجماعاً في تأويل الآية من أهل العلم بالكتاب والسنة » .
لكن رواية مجاهد أعجبت جماعة المتوكل فتبنوها ، مع أنها ضعيفة السند ، لأن راويها ليث بن أبي سليم اختلط وخرف !