ولم يقف مجسمة الحنابلة عند قبولها فقط ، بل جعلوها التفسير الوحيد للمقام المحمود ، وجعلوا تفسيره بغير ذلك كفراً !
قال الخلال الحنبلي في كتابه : السنة « ١ / ٢١٥ » : « قال أبوبكر بن أبي طالب : من رده فقد رد على الله عز وجل » !
وجعل جماعة ابن صاعد ذلك شعراً ، وجماعة أبي بكر المروذي ، تلميذ ابن حنبل ، وأخذوا يفرضونه على العلماء الذين يأتون الى بغداد !
قال الصفدي في الوافي « ٢ / ٢١٣ » : « لما قدم « الطبري » من طبرستان إلى بغداد تعصب عليه أبوعبد الله ابن الجصاص وجعفر ابن عرفة والبياضي . وقصده الحنابلة فسألوه عن أحمد بن حنبل يوم الجمعة في الجامع ، وعن حديث الجلوس على العرش ، فقال أبوجعفر : أما أحمد بن حنبل فلا يُعَدُّ خلافه . فقالوا له : فقد ذكره العلماء في الإختلاف ، فقال : ما رأيته رويَ عنه ، ولا رأيت له أصحاباً يُعَوَّل عليهم . وأما حديث الجلوس على العرش فمحالٌ . ثم أنشد :
سبحانَ من ليس لهُ أنيسُ |
|
ولا لَهُ في عَرشِهِ جليسُ |
فلما سمعوا ذلك وثبوا ورموه بمحابرهم ، وقد كانت ألوفاً ، فقام بنفسه ودخل داره ، فردموا داره بالحجارة حتى صار على بابه كالتلِّ العظيم !
وركب نازوك صاحب الشرطة في عشرات ألوف من الجند يمنع عنه العامة ووقف على بابه إلى الليل ، وأمر برفع الحجارة عنه ، وكان قد كتب على بابه البيت المتقدم ، فأمر نازوك بمحو ذلك ، وكتب مكانه بعض أصحاب الحديث :
لأحمد منزلٌ لا شكَّ عالٍ |
|
إذا وافى إلى الرحمن وافدْ |
فيُدنيه ويُقعده كريماً |
|
على رغمٍ لهم في أنفِ حاسد |