وقال له الفتح : « ذكر الرجل يعني المتوكل خبر مال يجئ من قم ، وقد أمرني أن أرصده لأخبره به ، فقل لي : من أي طريق يجئ حتى أجتنبه » !
وقد يكون الفتح صادقاً ، وسيأتي ذلك في ترجمة المنصوري في أصحاب الإمام عليهالسلام .
ذكر القاضي التنوخي في نشوار المحاضرة « ٨ / ١٢ » كيف تمكن عبيد الله بن يحيى بن خاقان من المتوكل ، قال : « حدثنا أبوجعفر أحمد بن إسرائيل ، قال : كان سبب رفعه عبيد الله بن يحيى : طلبُ المتوكل لحدثٍ من أولاد الكتاب يوقع بحضرته في الأبنية والمهمات ، لأنه كان قد أسقط الوزارة ، بعد صرف محمد بن الفضل الجرجرائي واقتصر على أصحاب الدواوين ، وأمرهم أن يعرضوا الأعمال بأنفسهم ، وجعل التاريخ في الكتب باسم وصيف التركي ، وانتصب منصب الوزارة ، وإن كان لم يسم بها . فأسميَ له جماعة فاختار عبيد الله من بينهم ، فحضر أول يوم ، فصلَّى في الدار ركعات وجلس وعليه قباء وسيف ومنطقة وشاشية على رسم الكتاب . قال أبوالحسين لأنه لم يكن أحد يصل إلى الخليفة ، إلَّا بقباء وسيف ومنطقة من الناس كلهم ، إلَّا القضاة ، لا في موكب ولا غيره ، فإذا كان يوم موكب ، كانت الأقبية كلها سواداً ، وإذا كان غير يوم موكب فربما كانت من بياض ، وفي الأكثر سواداً .