ولعل أول من أشاع ذلك في بغداد أحمد بن هلال الكرخي ، الملعون على لسان الإمام المهدي عليهالسلام ، فسُمِّيَ أتباعه بالكرخية والكرخيين .
قال الطوسي في الغيبة / ٤١٤ : « وكان الكرخيون مُخمسة ، لايشك في ذلك أحدٌ من الشيعة ، وقد كان أبو دلف يقول ذلك ويعترف به . . وجنون أبي دلف وحكايات فساد مذهبه ، أكثر من أن تحصى ، فلا نطول بذكرها الكتاب ها هنا » .
أقول : أبو دلف المغالي بعد الصقر بن أبي دلف بسنين كثيرة ، وقد يكون من آل أبي دلف أو على اسمه . ولم يكن الصقر من أهل الغلو ، وسؤاله عن معنى الأيام وتفسيرها ليس من الغلو ، لأن الآية تدل على أن مخطط الكون مبني على عدة الشهور الإثني عشر ، وعدة أوصياء الأنبياء عليهمالسلام ونقبائهم ، فهو قانون المنظومة العددية في تكوين الكون ، وفي هداية المجتمع . وبحثه خارج عن غرضنا .
وقد أحضره ليلاً فأدخلوه على المتوكل وهو يشرب الخمر وأراد منه أن يشرب معه فأبى ، بل وعظه فبكى المتوكل ، وأمر برفع مائدة الخمر من مجلس الخلافة !
وقد
روت ذلك عامة المصادر ، ومنها المسعودي في مروج الذهب « ٤ / ١٠ » بسنده عن محمد بن عرفة النحوي قال : حدثنا محمد بن يزيد المبرد :
« وقد كان سُعِيَ بأبي الحسن علي بن محمد إلى المتوكل ، وقيل له : إن في منزله سلاحا وكتباً وغيرها من شيعته ، فوجه إليه ليلًا من الأتراك وغيرهم من هجم عليه في منزله على غفلة ممن في داره فوجده في بيت وحده مغلق عليه ، وعليه مَدْرَعة من شَعَرٍ ، ولا بساط في البيت