وفي الإرشاد « ٢ / ٣٠٤ » : « وروى أحمد بن عيسى قال : أخبرني أبويعقوب قال : رأيت محمد بن الفرج قبل موته بالعسكر في عشية من العشايا ، وقد استقبل أبا الحسن عليهالسلام فنظر إليه نظراً شافياً ، فاعتل محمد بن الفرج من الغد ، فدخلت عليه عائداً بعد أيام من علته ، فحدثني أن أبا الحسن عليهالسلام قد أنفذ إليه بثوب وأرانيه مدرجاً تحت رأسه ، قال : فكُفِّنَ فيه والله » .
أقول : ترجمنا لمحمد رضي الله عنه في سيرة الجواد عليهالسلام وكان من كبار أصحاب الأئمة عليهمالسلام . وأخوه عمر من أشد النواصب ، وعلاقتهما مع ذلك جيدة !
واضطهد المتوكل قاضي قضاة مصر
روت مصادر التاريخ أن المتوكل أمر بإهانة قاضي قضاة مصر : أبي بكر محمد بن أبي الليث ، بحجة أنه أكل أموال الناس ، والسبب أمر آخر !
ففي تاريخ الخلفاء للسيوطي « ١ / ٢٥٣ » : « وفي سنة سبع وثلاثين بعث إلى نائب مصر أن يحلق لحية قاضي القضاة بمصر أبي بكر محمد بن أبي الليث ، وأن يضربه ويطوف به على حمار ! ففعل ونعمَ ما فعل ، فإنه كان ظالماً من رؤوس الجهمية ، وولي القضاء بدله الحارث بن مسكين من أصحاب مالك وبعد تمنُّع ، وأهان القاضي المعزول بضربه كل يوم عشرين سوطاً ليرد المظالم إلى أهلها » .
لكن الظاهر خلافاً للسيوطي أن سبب عزله
أنه حكم لخصم وكيل أم المتوكل ، وحكم بوراثة أبناء البنات ، فنقم عليه المتوكل ، لأنه يجب أن يحكم دائماً لوكلاء الخليفة ومن يتعلق به ! ويجب أن يحكم بوراثة العم والعصبة ، لأن العباسيين